جماعة الحوثي مستمرة بمحاصرة عدد من منازل
وزراء في الحكومة المستقيلة
اليمن :جهود دبلوماسية غربية لسد الفراغ
الدستوري والبرلمان يرجئ جلسة اليوم للنظر في استقالة الرئيس هادي
صنعاء/عدنان الراجحي:
يكثف المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة
الى اليمن جمال بن عمر مساعيه الدبلوماسية والسياسية وبحضور سفراء دول غربية
ابرزها الولايات المتحدة الامريكية وبريطانيا وروسيا لإيجاد حل للازمة اليمنية من
شأنه سد الفراغ الدستوري والسياسي الذي تعيشه اليمن منذ اعلان الرئيس هادي وحكومة
بحاح استقالتهما من منصبيهما بعد سيطرة الحوثيين على دار الرئاسة اليمنية في 21 من
يناير الحالي.
بن عمر اكد في تصريحات صحفية ان لا مخرج
للازمة في اليمن الا بالعودة الى اتفاق السلم والشراكة الذي وقعت عليه القوى والأطراف
السياسية عقب سيطرة الحوثيين على العاصمة صنعاء أواخر أيلول سبتمبر من العام
الماضي ،وهو ما تتهرب منه جماعة الحوثي التي أصبحت تفرض حصاراً خانقاً على العاصمة
صنعاء ومحافظات يمنية أخرى تحت قوة السلاح ورفض الجلوس على طاولة الحوار ،في ظل
تبادل الاتهامات بينهم وبين الأحزاب السياسية بمخالفة اتفاق السلم والشراكة وعدم
الالتزام بالملحق الأمني.
وبين تضارب الانباء عن عودة هادي الى سدة
الحكم وتراجعه عن الاستقالة وبين اعلان عن مجلس رئاسي يضم شخصيات من الشمال
والجنوب لسد الفراغ السياسي والدستوري يعيش الشعب اليمني حالة من الترقب والخوف من
دخول البلاد في دوامة من العنف والصراع والحرب الاهلية ،ويضاف اليه الاتهامات لأطراف
وقوى سياسية محلية ودولية بالوقوف وراء الاحداث الأخيرة ومحاولة إزاحة الرئيس
اليمني عبدربه منصور هادي من المشهد السياسي اليمني وهو ما اجبر هادي في الأخير الى
اعلان استقالته من منصبه فعلياً.
ويدور الجدل الحالي عن تدخلات الرئيس اليمني
السابق علي عبدالله صالح وتحالفه مع الحوثيين خاصة بعد المكالمة الأخيرة المسربة
والتي بثتها قناة الجزيرة الإخبارية قبل يوم واحد من اعلان هادي وحكومة بحاج استقالتهما
بين صالح وعبدالواحد أبو راس من الحوثيين، الامر الذي زاد من التكهنات حول الدور
الذي يعلبه صالح مع الحوثيين بهدف اضعاف هادي وابعاده عن الحياة السياسية إلا ان
صالح وقبل اشهر بعث رسالة الى الرئيس هادي أورد فيها عدة نقاط من باب النصح للخروج
بالبلاد من الازمة الراهنة وهو ما يزيد المشهد اكثر تعقيدا.
وفي اطار المساعي لتدارك الوضع الحالي في
اليمن وسد الفراغ السياسي تعيش القوى السياسي اليمنية واطراف الصراع المؤثرة في
المشهد اليمني حالة من التقارب والتجاذب بشأن الوضع الراهن والحلول التي ينبغي
ايجادها لتجاوز الازمة وإعادة الأمور الى ما كانت عليه وحل الخلافات والعمل بوتيرة
واحدة لإخراج اليمن من الوضع الراهن وتجاوز كافة تعقيداته السياسية والاقتصادية والأمنية.
على المستوى المحلي الرسمي اعلن البرلمان
اليمني تأجيل جلسته الطارئة اليوم الاحد التي كانت من المزمع عقدها للنظر في
الاستقالة التي تقدم بها الرئيس وامكانية قبولها او رفضها ،الا ان الاجتماع الذي
ترأسه المبعوث الاممي جمال بن عمر حال دون انعقاد جلسة البرلمان التي سبقها مقاطعة
النواب الجنوبيين احتجاجاً لما قامت به جماعة الحوثي المسلحة من تقويض لسلطة
الدولة .
الاجتماع الذي عقده بن عمر وضم ممثلين عن
تكتل اللقاء المشترك وممثلين عن جماعة الحوثي(انصار الله ) لم ينجح بسبب اعلان
التنظيم الناصري والاشتراكي انسحابهما من الاجتماع احتجاجاً على قمع مسيرة طلابية
امام جامعة صنعاء من قبل قوات من الامن ومسلحين حوثيين اليوم الاحد.
وتوقع محللون ادلوا بتصريحات للعديد من
القنوات العربية ان الذي سيحدث في البرلمان سيكون اللاعب الرئيسي فيه
الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح عبر الأغلبية التي يحظى بها في البرلمان
وكذا رئيس البرلمان نفسه يحيى الراعي المقرب منه والتي ترجح الكفة له.
في سياق متصل بالتطورات المتسارعة في العاصمة
صنعاء ما تزال جماعة الحوثي تفرض حصاراً على منازل عدد من المسؤولين والوزراء في
حكومة خالد بحاح المستقيلة خاصة رئيس الوزراء بحاح ،وزير الدفاع اللواء محمود
الصبيحي، وزير الشؤون القانونية الدكتور محمد المخلافي ووزير الإدارة المحلية عبدالرقيب
فتح.
الخطوة التي ارتكبها الحوثيين بحق المسؤولين
ومحاصرة منازلهم احدث حالة من السخط والتنديد بين أوساط الناس خاصة الناشطين
الشباب علي مواقع التواصل الاجتماعي والذين دعوا الى سرعة فك الحصار على المسؤولين
ووقف كافة الاعمال العدائية لكل من يخالفهم .
اما في الجنوب والذي يعد الورقة الأكبر في
اللعب السياسي في صنعاء يعيش السكان في المناطق الجنوبية حالة من الانقسام والغضب
بين مؤيد لهادي ومعارض واعتبار الامر شأن صنعاء والشمال فقط ليس للجنوب أي قضية
فيما حدث ويحدث ،الا ان الجنوب الذي يسعى فيه العديد من الفصائل لاستعادة دولتهم
والتي كانت تسمى جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية لم يكن معنياً بالخلافات التي
تتزايد وتيرتها في صنعاء بين هادي كطرف والحوثيين وصالح كطرف ثاني ،ومع هذا يعد
للرئيس المستقيل عبدربه منصور هادي يداً كبيرة في الجنوب الى جانب التعاطف الشعبي
والرسمي.
لكن في المقابل ظهرت بيانات من قوى جنوبية
ادت تأكديها بالوقوف الى جانب هادي ورفض أي أوامر تأتي من صنعاء خاصة بعد ما سيطر
الحوثيين على دار الرئاسة اليمنية ومنزل الرئيس هادي غرب العاصمة صنعاء وتعطيل
الحياة السياسية ومؤسسات الدولة .
وبحسب التحليلات السياسية فإن الجنوب لم يعد
ورقة سياسية داخلية فحسب بل ورقة سياسية إقليمية ودولية خاصة بعد تزايد الأصوات المعارضة
في الخارج الى ضرورة استعادة الدولة الجنوبية وتحريرها من القوى السياسية وأصحاب النفوذ
في الشمال وهذا ما يخشى منه الكثير من اليمنيين في الشمال والجنوب من عودة اليمن
الى ما قبل 1990 وعودة الدولتين في الشطرين الشمالي والجنوبي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق