من يربح المعركة بين السعودية وإيران
على اليمن؟
صنعاء/متابعات:
استجابة لدعوة الرئيس اليمني "عبد ربه منصور
هادي" تقود المملكة العربية السعودية تحالفاً يضم أكثر من عشر دولة، يلقي دعما
من القوي الغربية وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية للتدخل العسكري لحماية اليمن
وشعبه من العدوان المسلح للميلشيات الحوثية، لتصبح بذلك الأراضي اليمنية ساحة للتنافس
الإقليمي خاصة بين المملكة العربية السعودية وإيران، وتحول اليمن إلى ساحة للحرب بالوكالة
بين تلك القوى الإقليمية في الوقت الذي لا تزال تشهد فيه حالةً من التنافس الشرس على
السلطة بين قوى يمنية متعددة بعد أربع سنوات من الثورة.
وتشمل القوي اليمنية المتنافسة على السلطة الرئيس
السابق الذي تم إسقاطه "علي عبد الله صالح" الذي لا يزال يتمتع بنفوذ كبير
داخل الأراضي اليمنية، والرئيس الحالي "عبد ربه منصور هادي" الذي تعرض للإقامة
الجبرية بعد سيطرة جماعة الحوثي على العاصمة اليمنية "صنعاء" في الحادي والعشرين
من سبتمبر الماضي، والذي يُنظر إليه على أنه رئيس ضعيف وعاجز سياسيًّا، وقوى سنية،
فضلا عن جماعة الحوثي المدعومة من قبل إيران، وفرع تنظيم القاعدة في اليمن، وعدد من
الحركات الانفصالية التي ترغب في انفصال جنوب اليمن عن شماله، وهو الأمر الذي من شأنه
تعميق الخلافات، وتعقد الحسابات السياسية لتعدد القوى الخارجية التي تقدم الدعم للقوى
اليمنية بما يخدم مصالحها؛ مما جعل الأراضي اليمنية ساحة للتنافس الإقليمي لا سيما
بين إيران والمملكة العربية السعودية.
ومع السيطرة الحوثية على عدد من المدن اليمنية
الرئيسية أضحى العنف والسلاح هو أداة كل فصيل يمني لحسم الصراع لصالحه في ظل إخفاق
المبادرات الإقليمية والدولية لحل الأزمة اليمنية التي لا يقتصر تهديدها على الداخل
اليمني فقط، ولكن تداعياتها تمتد لتشمل الإقليم، وفي القلب منه المملكة العربية السعودية
الأكثر تأثرًا بالتدهور وعدم الاستقرار اليمني.
ومع انتقال المعارك والمواجهة المسلحة من صنعاء
التي سيطرت عليها جماعة الحوثي إلى مدينة عدن بعد تمكن الرئيس هادي من الإفلات من الإقامة
الجبرية التي فرضتها عليه جماعة الحوثي لمدة شهر والذهاب لمدينة عدن لممارسة مهامه
كرئيس للبلاد، لوح مجلس الأمن -بدعم من الدول الخليجية والقوى الغربية- بفرض عقوبات
ضد الحوثيين، مع التأكيد على دعمه للرئيس عبد ربه منصور هادي كرئيس شرعي للبلاد، خوفًا
من أن انهيار اليمن سيجعله ساحة للجماعات الإرهابية، وفي مقدمتها تنظيم القاعدة، كما
أن سقوط اليمن في براثن جماعة الحوثي المدعومة من إيران يُعد انتصارًا لإيران، وهو
الأمر الذي ترجم من الدعم الغربي والأمريكي للتحالف العربي لشن هجمات عسكرية ضد مناطق
نفوذ الحوثيين واستعادة السلطة الشرعية ممثلة في الرئيس "هادي" لمقاليد الحكم
لا سيما مع تنامي المخاوف من أن تنامي سيطرة الحوثيين على المدن اليمنية ومواردها الاقتصادية
قد يدفع سنة اليمن للانضمام إلى تنظيم القاعدة وتنظيم داعش، باعتبارهما الملاذ الأخير
لهم لمواجهة تنامي النفوذ الحوثي الشيعي، مع استغلال التنظيمين هذا التنامي لتجنيد
المزيد من الأتباع السنة.
ويتضمن هذا الملفُ مجموعةً من التحليلات والتقديرات،
وعروضًا لدراسات وتقارير غربية نُشرت على الموقع الإلكتروني عن تطورات الوضع اليمني
بعد تنامي نفوذ جماعة الحوثيين، وسيطرتها على العاصمة اليمنية، وعلى المقدرات الاقتصادية
للدولة اليمنية، واستغلال تنظيم القاعدة تنامي نفوذ الحوثيين المدعومين من قبل إيران
الشيعية في تجنيد أتباع له، وهل لدى جماعة الحوثي القدرة على إدارة السلطة في اليمن؟
وكيف تحولت الأراضي اليمنية لساحة للتنافس الإقليمي بين إيران والمملكة العربية السعودية
وساحة للحرب بالوكالة؟ وتداعيات تدهور الأوضاع الأمنية وعدم الاستقرار على الأمن والاستقرار
الإقليمي والدولي.
إعداد: عمرو عبد العاطي
باحث مشارك متخصص في العلاقات الدولية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق