سي إن إن: لماذا تقصف السعودية اليمن؟
صنعاء/متابعات:
رأت شبكة "سي إن إن" الأمريكية أنه
يمكن تلخيص ما يحدث في اليمن الآن بـ(قيادة المملكة العربية السعودية العمليات العسكرية
ضد جماعة أنصار الله "الحوثي") في كلمة واحدة: إيران.
وقال اللفتنانت كولونيل ريك فرانكونا، طيار متقاعد
ومحلق عسكري أمريكي سابق في سوريا: "السعوديون يرون الاضطرابات اليمنية بمثابة
تهديد من جانب الإيرانيين، فهم يعتبرون الحوثيين أنهم لا شيء سوى قوة إيرانية بالوكالة،
تماما مثلما تمثل جماعة حزب الله قوة إيرانية بالوكالة في جنوب لبنان".
ويشير المحللون إلى أن إيران الشيعية والسعودية
السنية تخوضان مسابقة استراتيجية للنفوذ في جميع أنحاء الشرق الأوسط، والآن تنتشر ملحمة
لعبة الشطرنج في اليمن، الجارة الجنوبية للسعودية.
وأضاف فرانكونا: "ما لا يريده السعوديون
حقا هو وجود دولة تديرها إيران على حدودهم الجنوبية، لاسيما أنهم يشعرون أن لديهم ما
يكفي من المشاكل على حدودهم الشمالية".
وتمارس إيران، الواقعة شمال شرق السعودية، نفوذا
قويا على نظام الرئيس بشار الأسد في سوريا التي مزقتها الحرب، وأيضا على الحكومة العراقية
التي يقودها الشيعة.
ويبدو أن السعودية ودول الخليج الأخرى تريد إرسال
رسالة ضمنية لإيران من خلال بدء الحملة العسكرية ضد جماعة الحوثي الشيعية في اليمن
التي أطلقت عليها اسم "عاصفة الحزم"، بوصفها جماعة الحوثي بأنها "مليشيات
مدعومة بقوات إقليمية" بهدف "الهيمنة" على اليمن، بحسب الشبكة.
ويطالب السعوديون بإعادة السلطة للحكومة اليمنية،
الحليفة الرئيسية للولايات المتحدة في الحرب على تنظيم القاعدة، والتي طردها الحوثيون
من العاصمة صنعاء في وقت سابق من هذا العام.
وأكد السفير السعودي في واشنطن عادل الجبير:
"لا يمكن أن يكون فشل اليمن أحد خياراتنا"، في إشارة إلى الدول الإقليمية
الأخرى الداعمة لحملة السعودية.
من جانبها، أدانت الحكومة الإيرانية الهجوم،
داعية لوقف الغارات الجوية التي تقودها السعودية في اليمن بشكل فوري.
لماذا تقصف السعودية اليمن الآن؟
أجابت "سي إن إن" بأن الفوضى في اليمن
تنجرف بسرعة تنحو حرب أهلية شاملة.
بدأ الحوثيون، الذين تتمركز قوتهم شمال اليمن،
في شن احتجاجات ضد الحكومة المركزية في العاصمة صنعاء خلال الصيف الماضي، لكنهم صعدوا
حملتهم في سبتمبر حتى استولوا على مبان حكومية متعددة، وبالرغم من بعض المحاولات لعقد
صفقات سياسية بين الجانبين، إلا أن الحوثيين تقدموا نحو مناطق أخرى في البلاد.
وتكثفت الأزمة في يناير عندما أبرز الحوثيون
قوتهم من خلال اقتحام القصر الرئاسي ووضع الرئيس عبدربه منصور هادي تحت الإقامة الجبرية.
تمكن هادي من الهروب إلى عدن جنوب البلاد في
فبراير وأعلن أنه لا يزال الرئيس الشرعي للبلاد، ومنذ ذلك الحين، وقعت مصادمات بين
مؤيدي هادي مع الحوثيين وحلفائهم من حين لآخر، ما دفع الأمم المتحدة للتحذير من حرب
أهلية وشيكة.
يتلقى الحوثيون الدعم من القوات الموالية للرئيس
السابق علي عبدالله صالح الذي استقال في 2012 بعد أشهر من الاحتجاجات ضده المستوحاة
من الربيع العربي، ودفعت الفوضى العميقة العديد من الحكومات لسحب موظفي سفاراتها من
صنعاء، كما سحبت الولايات المتحدة مؤخرا قواتها الخاصة المتبقية في اليمن، بما يمثل
صفعة لجهود مكافحة الإرهاب في البلاد، بحسب الشبكة.
واستولت قوات حوثية أجزاء من عدن والقواعد الجوة
المجاورة أمس الأربعاء، ما دفع السعودية لشن عمليات عسكرية ضد الحوثين في اليمن.
ما الذي تخطط السعودية لفعله؟
اعتبرت الشبكة أن الغارات الجوية يبدو أنها مجرد
البداية، حيث تعهدت السعودية بتزويد التحالف الذي يتدخل في اليمن بـ 150 ألف جندي،
ما يثير احتمالية وقوع هجوما بريا.
وتابع اللفتنانت كولونيل ريك فرانكونا:
"الغارات الجوية ستكون ضربة البداية للحملة، سيريدون إسقاط الدفاعات الجوية وخلق
ممر يستطيعون نقل قواتهم من خلاله".
ولم يتضح على الفور إذا ما كانت الدول الأخرى
في التحالف ستعرض التدخل بريا، ويبدو أيضا أن العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز
لن يأخذ قرار الهجوم البري على محمل الجد، على حد قول الشبكة.
وكانت دول الخليج أصدرت بيانا - ما عدا عُمان
- نص على الاستجابة لطلب الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي بردع ما أسموه "دوان
مليشيا الحوثي" وتنظيمي القاعدة وداعش على البلاد.
وشنت الدول الخليجية الخمس هجوما على الحوثيين
باليمن في عملية أطلقت عليها اسم "عاصفة الحزم"، ويشارك فيها أيضا مصر والأردن
والسودان وباكستان والمغرب.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق