أطباء بلا حدود :الإمدادات الطبية
والطواقم الصحية غير قادرة على بلوغ المناطق المتضررة جراء النزاع في اليمن
صنعاء/عدنان
الراجحي:
قالت منظمة أطباء بلا حدود ان الامدادات
الطبية والطواقم الصحية غير قادرة على الوصول الى المناطق المتضررة نتيجة النزاعات
في مناطق مختلفة من اليمن.
وأوضحت المنظمة في بيانا لها أن هناك حاجةً ماسةً
لمزيد من الإمدادات الطبية والطواقم الصحية المدربة في اليمن، في الوقت الذي يتصاعد
فيه اعمال العنف، مشيرةً إلى استحالة إيصال هذه المساعدات الأساسية في الوقت الراهن.
وقال مدير العمليات في المنظمة الدكتور غريغ
إلدر "ليس باستطاعة أطباء بلا حدود في الوقت الحالي نشر المزيد من الطواقم الطبية
المتخصصة في الطوارئ في أكثر الأماكن حاجةً إليها. ونحن بحاجةٍ ماسةٍ إلى إيجاد سبلٍ
لإيصال مساعدات الإغاثة الإنسانية وطواقمها إلى داخل البلاد".
ويتابع الدكتور إلدر: "يجب علينا توفير
الدعم لفرقنا الميدانية التي أنهكت وتعمل فوق طاقتها. فحتى بلوغ أكثر المناطق حاجةً
في اليمن يعد أمراً صعباً، إذ أن رحلات الطيران المحلية قد ألغيت وأضحت الحركة داخل
البلاد محفوفةً بالمخاطر".
مديرة برنامج المنظمة في اليمن دنيا دخيلي قالت
"لم يبق سوى عدد قليل من المنظمات الإنسانية في البلاد، فيما تتعاظم الاحتياجات
وبالتالي ينبغي توفير المزيد من الإمدادات والموارد البشرية على الأرض. ومع استمرار
النزاع، ثمة خطر حقيقي في حدوث نقص في الأدوية والإمدادات الطبية. وينبغي السماح لنا
بشحن المساعدات الإنسانية إلى داخل البلاد جواً وبحراً وبراً".
كما قال الدكتور هاني اسليم، وهو طبيب يعمل مع
المنظمة في عدن: "اضطررنا لاستخدام غرف المكاتب وتجهيزها بالفرش لاستقبال الجرحى".
ودعت منظمة أطباء بلا حدود جميع الأطراف إلى
احترام حيادية المرافق والطواقم الطبية والسماح للجرحى بالحصول على المساعدات الطبية
دون معوقات.
وأدت الاشتباكات الدائرة في أنحاء البلاد خلال
الأسابيع الأخيرة، إضافةً إلى الغارات الجوية التي بدأت في 26 مارس/ آذار، إلى تفاقم
حاجة المصابين والنازحين جراء النزاع إلى المساعدات الطبية في أجزاء عديدة من البلاد.
لكن إغلاق جميع المطارات الدولية في صنعاء وعدن والحديدة، والقيود الصارمة المفروضة
على الموانئ البحرية، تعيق إيصال المساعدات الإنسانية.
وعالجت طواقم المنظمة حتى الآن مئات الأشخاص
الذين أصيبوا في أحداث العنف الأخيرة، إلا أن عدم القدرة على إرسال الإمدادات الطبية
والطواقم المدربة يشير إلى أن الوضع يتجه نحو منعطفٍ حرج.
وتصاعدت وتيرة المعارك على الأرض، خاصةً في جنوب
البلاد حيث تلقت المنظمة أعداداً كبيرة من الجرحى. ففي وحدة الجراحة الإسعافية التي
تديرها في عدن، تلقت أطباء بلا حدود أكثر من 550 مريضاً منذ 19 مارس/ آذار، إثر الاشتباكات
الدائرة في عدن ولحج ومناطق أخرى في الجنوب. وفي يوم 26 مارس/ آذار وحده، وصل 111 مريضاً
إلى المستشفى.
يشار إلى أن الوضع يتعدى مجرد النقص في أفراد
الطواقم الطبية المتخصصة للتعامل مع الأعداد الكبيرة من الجرحى، إذ أن ما توفر منهم
أيضاً يواجهون صعوبات في العمل.
ويتابع الدكتور اسليم: "لا يزال الوضع خطراً بالنسبة
إلينا حيث أن الوصول إلى المستشفى بحد ذاته يشكل مخاطرة كبيرة".
في هذه
الأثناء، وفي محافظة الضالع حيث تدعم أطباء بلا حدود أجنحة الطوارئ في مستشفى النصر
وفي قعطبة، جرى قبول 67 جريحاً منذ 24 مارس/ آذار.
وفي
الشمال الغربي من اليمن، تقوم أحدى فرق المنظمة بدعم جناحٍ للطوارئ في مستشفى حرض الذي
تلقى أمس 34 جريحاً جراء الهجمات التي طالت منطقة مخيم المزرق للنازحين، إضافةً إلى
19 شخصاً كانوا قد توفوا قبل وصولهم إلى المستشفى. هذا وقد وصل ما يقارب من 500 عائلة
جديدة إلى المخيم خلال الأيام الأخيرة هرباً من القصف الذي يطال المنطقة الغربية من
صعدة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق