الاثنين، 2 فبراير 2015

مليشيات الحوثي ...سيناريو الاعتقال والتعذيب واستعراض بقوة السلاح

صنعاء/عدنان الراجحي:


اختلفت المسميات ليوم 21 أيلول /سبتمبر من العام 2014 بين الكثير من الناس في الساحة اليمنية نتيجة ما قامت به جماعة الحوثي من اجتياح وسيطرة على العاصمة صنعاء وتقويض سلطات الدولة الرسمية تحت الكثير من الذرائع والحُجج.

البعض يعتبر ما حدث في ذلك التاريخ هو ثورة ضد الفاسدين واقتلاع لفلولهم وإخراج البلد من مضلتهم وسطوتهم عليها، فيما الغالبية العظمي من الناس تعتبر ما حدث من قبل جامعة الحوثي هو حركة عنف مسلحة استهدفت كيان الدولة والسيطرة على مؤسساتها المدنية والعسكرية تحت مسميات لم يعتبرها الكثير عقلانية او منطقية.

إلا ان السيناريو الواضح منذ ذلك الاجتياح والسيطرة على صنعاء تزايدت اعمال الانتهاكات والاعتداءات واعمال العنف والقتل بحق المعارضين لجماعة الحوثي المسلحة والمليشيات التابعة لها، والتي تتنافى مع القوانين والأعراف الدولية المتعلقة بحقوق الانسان.

افرز ذلك الاجتياح الذي وصفه الكثيرين بالـ "بربري" حالة من الاحتقان بين الناس خاصة في العاصمة صنعاء نتيجة العنجهية والتعجرف والاستعراض بقوة السلاح الذي تمارسه مليشيات جماعة الحوثي بإسم اللجان الشعبية واللجان الثورية وهو ما أدى الى حدوث سلسلة من العنف والتفجيرات والاعمال الإرهابية نتيجة سقوط مؤسسات الدولة بيد المسلحين الحوثيين المنتشرين في صنعاء في مظهر مزري.

النُخبة من المثقفين والمتعلمين خاصة من الشباب لم يصمتوا طويلا فقد خرجوا في مسيرات حاشدة ضد تواجد المليشيات المسلحة والمطالبة بإخراجها من المدن خاصة من العاصمة صنعاء مركز سيادة الدولة المنتَهكة من قبل جماعة الحوثي التي درست خيارات العنف والقمع للأصوات المدنية التي خرجت الى شوارع المدن المناهضة لها.

انتجت سياسة جماعة الحوثي أساليب عدة متطرفة وتنتهج طريقة العنف ضد المعارضين لها من الشرائح المدنية التي تعارض بقائها في صنعاء بإسم الثورة التي يظن مناصري الحوثيين انها ثورة تصحيح وهي في الأساس استخدام قوة السلاح.

لم تتورع تلك الجماعة من اساليبها وقمعها لكل من يعارضها فقد أنشأت عشرات المعتقلات السرية لها في أماكن مختلفة في العاصمة صنعاء والزج بالعشرات من الناس المعارضين وانتهاك حقوقهم في التعبير والرأي، بل اعتدت عليهم جسدياُ وتعذبهم بطرق وحشية.

شكل عام 2015 منعطفاً جديداً امام شباب ثورة 11 فبراير ضد ما تمارسه مليشيات الحوثي، حيث بدأ برنامج جديد للشباب ضد تواجد الحوثيين في عدد من المدن على رأسها العاصمة صنعاء خاصة بعد ان سيطر الحوثيين على دار الرئاسة اليمنية في    20 يناير الحالي ومحاصرة منزل الرئيس هادي ومنازل عدد من الوزراء في حكومة بحاح وهو ما اجبر هادي وحكومته الى تقديم الاستقالة.

بدأ الشباب بموجه غضب جماهيرية انطلقت من جامعة صنعاء وعدد من المحافظات اليمنية على رأسها محافظة تعز الرافضة لما تقوم به مليشيات الحوثي الى جانبها إب، الحديدة، ذمار، البيضاء ومحافظات اخرى حيث نظم طلاب وطالبات جامعة صنعاء سلسلة من المظاهرات باسم حركة رفض الشبابية ضد الحوثيين.

تعرض الطلاب والطالبات الناشطين لعملية قمع مخيفة واختطاف واعتداء بالأسلحة البيضاء(الجنابي-السكاكين) والهراوات واعقاب البنادق على مرأى ومسمع من الرأي العام في خطوة لقمع حريتهم ومصادرة الآراء، فقد تعرض المحتجين لحملة قمعية شاملة عبر مناصرين لجماعة الحوثي وباستخدام قوى الامن للعاصمة صنعاء الموالية لهم، خاصة ان من يقودها مقرب من جماعة الحوثي وهو العميد عبدالرزاق المؤيد.

العشرات من الشباب دخلوا زنازين ومعتقلات جماعة الحوثي دون أي مسوغ قانوني تحت ذريعة الخروج ضد جماعة الحوثي، البعض منهم تم الافراج عنهم تحت الضغط والحشد الإعلامي والمنظمات المحلية المعنية بحقوق الانسان، الا ان البعض منهم لم يفرج عنهم.

في المظاهرات الأخيرة منذ الأسبوع الجاري اعتقلت مليشيات الحوثي عدد من الشباب اثناء مشاركتهم في المسيرة التي انطلقت من حرم جامعة صنعاء أبرزهم الناشط فؤاد الهمداني الذي تعرض للضرب وكسر احدى أصابعه ونقله الى أحد سجون اقسام الشرطة ومن ثم تم تحويله الى ماكن مجهول، وكان نفس المصير للناشط ياسين المليكي من الاعتقال وكذا صدام الحربي في ظل استمرار اعتقالهم من قبل المليشيات.

كما اعتقلت جماعة الحوثي رئيس اتحاد طلاب جامعتي صنعاء رضوان مسعود ذو التوجه الإصلاحي من امام منزله في حي مذبح واقتياده الى مكان مجهول دون أدنى حق قانوني يحق للمليشيات المسلحة اعتقاله. وحسبما نشر ناشطون على حساباتهم الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك وتويتر" ان الكثير من الشباب ما يزالون في معتقلات سرية تابعة للحوثيين ويتعرضون للتعذيب بطرق وحشية خارجة عن القانون.

ونشر ناشطون اخرون صوراً لشاب يدعى عبدالله الدالى تعرض لتعذيب جسدي من جماعة أنصار الله (الحوثيين) بسبب انه صور بتلفونه الاحتجاجات الطلابية المناهضة للحوثيين.

وتبين الصورة في الاسفل اثار التعذيب الجسدي الذي تعرض له الشاب عبدالله بعد اعتقاله من قبل مليشيات تابعة للحوثي بصنعاء.




ليس هذا فحسب ما يحدث في العاصمة صعاء من تنكيل بالطلاب والطالبات والناشطين وانما يحدث في مدن يمنية أخرى منها مدينة الحديدة التي تعرض فيها ناشطين ومدنيين للقتل والتعذيب من قبل جماعة الحوثي (أنصار الله) ونشرت على مواقع الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي صوراً لشخصين من أبناء محافظة الحديدة أحدهما لقي مصرعه على يد مسلحين حوثيين وهو مدير لمدرسة المنصورية، في حين تعرض الناشط صابر الزبيدي في الحراك التهامي للتعذيب من قبل نفس الجماعة بعد ان تم اختطافه.

وتُظهر الصور القتيل الذي لقي مصرعه على يد المسلحين الحوثيين وكذا صور تبين آثار التعذيب للناشط صابر الزبيدي الذي ذاق صنوف من التعذيب على يد تلك الجماعة.


تلك السناريوهات تجعل جماعة الحوثي المسلحة امام مشهد معقد وورطة كبيرة في ظل تعالي الأصوات المعارضة لممارساته واعمال القمع التي يمارسها ضد المدنيين لإسكاتهم من التعبير بحرية عما يدور حولهم من تغيرات وتطورات على كافة الأصعدة.

ويبدو جلياً ان السلمية التي يتمسك بها المحتجين الشباب في كافة مدن اليمن والتي تتظاهر ضد مليشيات الحوثي هي السلاح الأقوى لمواجهة عنجهية تلك الجماعة التي تسعى لفرض واقع جديد غير مقبول بقوة السلاح والقوة وتغييب مؤسسات الدولة الشرعية التي لها الحق في إدارة البلاد بعيداً عن تواجد أي جماعات مسلحة غير مخول لها القيام بمهام الدولة.






ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق